عبدالهادي راجي المجالي

عبدالهادي راجي المجالي

  • عبدالهادي راجي المجالي

اخرى قبل 5 سنة

عبدالهادي راجي المجالي

 

 أجمل البنات اللواتي حملتهن لبنان على ثراها هي (دلال المغربي) , فقد ولدت من أم لبنانية , وأب فلسطيني ..تحت الصفيح في مخيم (صبرا) أطراف بيروت , ودلال لمن لا يعرفها ..هي أحلى بنات العرب , وقد قيل عنها أنها كانت حين تضع الكحل على العينين ..كأنها تزين صباح بيروت , في العين اليمنى ..وتداوي يافا باليسرى ...لم تسكن العيون وجهها كما النساء , بل استبدلتهن بالمدن التي تنام على الفداء وتصحوا على الحب . حين تخفى (ايهود باراك ) بزي امرأة فلسطينية , واغتال قادة منظمة التحرير في بيروت , قال (أبو جهاد) خليل الوزير : نحن الفلسطينيون لا نتخفى بزي النساء , وسنرد عليكم بإرسال امرأة , وتم إرسال دلال المغربي إلى فلسطين حيث قادت عملية (الساحل ) أو (كمال عدوان ) ..وقتلت (38) اسرائيليا أغلبهم من الجنود ..وحين نفذت الذخيرة , نشرت الصحف في العالم كله , أهم صورة عرفتها البشرية , وهي لـ (إيهود باراك) ..يمسك دلال من شعرها , ويسدد طلقته الحاقدة على رأسها ويجهز عليها .. دلال اخترقت العمق الإسرائيلي , وكانت في العشرين من عمرها ..ودلال من دم لبناني فلسطيني , ومن عشق بيروتي يافاوي ..وفي المخيم عملت ممرضة , وبجانب شجيرات الأرز قاتلت لأجل وطن وقضية . من خرجوا في بيروت أمس وأول أمس , هم أحفاد من استضافوا الثورة الفلسطينية ..ومن أرسلوا دلال , إلى الأرض التي كتبت عليها بالدم تاريخها الخالد ...من خرجوا في بيروت أمس , هم أحفاد ..من قالوا للبحر : كن حنونا على دلال وخذها يا موج إلى وطن طالما تمنت أن تستشهد على أرضه , هم أحفاد ...من علموها الحب , والصبر والنار وعلموها ..أن الوطن دونه الروح . في لبنان يوجد جميلات بعدد شجيرات الأرز , ويوجد فاتنات بعدد ذرات رمل بحربيروت ..لكن هذا الشعب , قد تغتال فيه كحل العيون وأحمر الشفاه والدمع في المحاجر , قد تغتال فيه (دلع الصبايا) ...ولهفة الحب , والإشتياق ...لكنك لن تقوى على أن تشطب الدم اللبناني في جسد دلال , ولا تستطيع أن تلغي من التاريخ حقيقة ناصعة وهي : أن أرض بيروت ..جعلت الورد يقاتل والياسمين يقاتل , وجعلت من دلال ..رمشا عربيا يهزم كل جنرالات الحرب . في صفقة التبادل التي أجراها لبنان وحزب الله , مع إسرائيل قبل أعوام..كان مقررا أن يغادر جسد دلال , كيف يدفن في الأرض التي أحبتها , وقلت في داخلي سأزور بيروت ..وسأقف على مقامها العظيم ..وأحني رأسي , لكن اليهود يخافون من دلال حتى وهي شهيدة , لهذا أرسلوا رفاتا اخر ..ولم يتطابق فحص الـ ( دي أن ايه) ... من قال أني لا أحب النساء ؟ أنا أعشقهن وأذوب في عيونهن ..ولكني حين أشاهد بيروت وهي تموج بالغضب والعروبة ..والبطولة , أرى وجه دلال في كل أنثى وكل وردة ..في كل لمحة شوق , أو لهفة انتظار .. لو أن أبطال (الفيس بوك) قرأوا تاريخ دلال المغربي فقط , لخجلوا من ذاتهم ..وعرفوا من هي بيروت . الرأي

التعليقات على خبر: عبدالهادي راجي المجالي

حمل التطبيق الأن